ظِلالَ التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَاسْتَظَلُّوا , وَرَضُوا بِقَضَائِهِ صَابِرِينَ فَمَا مَلُّوا , وَائْتَمَنَهُمْ عَلَى الإِيمَانِ فَمَا خَانُوا ولا غلوا , وكفوا أكفهم في غير ثِقَةً بِهِ وَغَلُّوا , فَعَزُّوا بِخِدْمَتِهِ إِذْ لِخِدْمَتِهِ ذَلُّوا , فَأَثَابَهْمُ نَعِيمًا لَيْسَ بِمَجْدُودٍ وَلا مَحْدُودٍ {في سدر مخضود وطلح منضود} .
مَالُوا إِلَيْهِ وَتَرَكُوا الْمَالَ , وَعَلَّقُوا بِالطَّمَعِ فِي فَضْلِهِ الآمَالَ , وَأَعْرَضُوا عَنِ الدُّنْيَا شُغُلا بِالْمَآلِ , وَأَلِفُوا خِدْمَتَهُ وَهَجَرُوا الْمَلالَ , وَرَاضُوا أَنْفُسَهُمْ بِالْفَقْرِ وَرَضُوا بِالإِقْلالِ , وَأَنِسُوا بِمُنَاجَاتِهِ وَنَسُوا الآلَ , فَإِذَا تَلَقَّاهُمْ مَوْلاهُمْ قَالَ مَرْحَبًا بِالْوُفُودِ {فِي سِدْرٍ مخضود وطلح منضود} .
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ , وَأَسْكِنَّا مَعَهُمْ فِي دَارِ الْقَرَارِ , وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ الْمُخَالِفِينَ الفجار , وآتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ , يَا مَنْ لَمْ يَزَلْ يُنْعِمُ وَيَجُودُ. بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَالْحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ.