قَوْلُهُ تَعَالَى: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ} : قَالَ الزَّجَّاجُ لا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ التَّسْبِيحَ هُوَ التَّنْزِيهُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ. وَالْغُدُوُّ جَمْعُ غُدْوَةٍ. وَالآصَالُ جَمْعُ أُصُل , وأُصل جَمْعُ أَصِيلٍ , فَالآصَالُ جَمْعُ الْجَمْعِ. وَالآصَالُ: الْعَشِيَّاتُ.

وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِهَذَا التَّسْبِيحِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ الصَّلاةُ. ثُمَّ فِي صَلاةِ الْغُدُوِّ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهَا الْفَجْرُ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: صَلاةُ الضُّحَى

وَرَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ صَلاةَ الضُّحَى لَفِي كِتَابِ اللَّهِ وَمَا يغوص عليهما غواص ثم قرأ: {يسبح الله له فيها بالغدو والآصال} .

وَفِي صَلاةِ الآصَالِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ وَالْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ. قَالَهُ ابْنُ السَّائِبِ. وَالثَّانِي: صَلاةُ الْعَصْرِ. قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عن ذكر الله} أي لا تشغلهم.

قال ابن السائب: التجار الْجَلابُونَ وَالْبَاعَةُ الْمُقِيمُونَ.

وَفِي الْمُرَادِ بِذِكْرِ اللَّهِ ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: الصَّلاةُ الْمَكْتُوبَةُ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَرَوَى سَالِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ فِي السُّوقِ فَأُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَأَغْلَقُوا حَوَانِيتَهُمْ وَدَخَلُوا

الْمَسْجِدَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فيِهِمْ. نَزَلَتْ: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذكر الله} .

وَالثَّانِي: أَنَّهُ الْقِيَامُ بِحَقِّ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَهُ قَتَادَةُ. وَالثَّالِثُ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى بِاللِّسَانِ. قَالَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِقَامِ الصَّلاةِ وإيتاء الزكاة} أَيْ أَدَاؤُهَا لِوَقْتِهَا وَإِتْمَامِهَا.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إِلا وَأَنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015