الفَصْلُ الحَادِي عَشَرَ: حَقَائِقُ عَنْ أَفْرِيقْيَا (*):

لما استقلت البلدان الأفريقية التي كانت خاضعة للاستعمار وضح لنا أن إلى أي حد كان الاستعمار يطوي عنا من أخبار تلك البلاد: في عدد السكان، وفي نسبة المسلمين إلى سائر سكان تلك البلاد، وفي الأحوال الروحية والاجتماعية السائدة في تلك البلاد.

ثم وضحت لنا أيضًا حقيقة مهمة جِدًّا: هي أن المستعمرين كانوا يعتقدون أن الصابئين إلى النصرانية سيكونون أكثر ميلاً إلى الدول الغربية الأجنبية منهم إلى أقوامهم الباقين على الوثنية أو على الإسلام (1).

وسنرى في الصفحات التالية القليلة من هذا الفصل دلائل من الصلة الوثيقة بين التبشير وبين الاستعمار أكثر صراحة، في بعض وجوهها، من بعض ما كنا قد رأينا من قبل. كنا من قبل نستشهد بكتب ألفها أصحابها في النصف الثاني من القرن الماضي أو في الربع الأول من القرن الحاضر، يوم كان العقل الباطن في الأوروبيين يتمنى الأماني أو يشير إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015