أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، قَالَ: أَنْشَدَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، وَأَنْشَدَنَا لَهُ: تَعَجَّبَتْ لَمَّا رَأَتْ شَيْبًا تَلأْلأَ غُرُرَهْ قُلْتُ لَهَا لا تَعْجَبِي يَأْتِيكِ عَنِّي خَبَرَهْ هَذِي سَحَابَاتُ الْهَوَى وَدَمْعُ عَيْنِي مَعَرَهْ فَاسْتَضْحَكَتْ قَائِلَةً هَذَا لَكَ ذَا لا تَذَرَهْ مِنْ حَدِيثِ الْخُلْدِيِّ
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ السَّمَّاكِ الْوَاعِظُ، أنا أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ الْمَكِّيَّ، بِبَغْدَادَ وَهُوَ سَاكِنٌ عِنْدَ مَنْزِلِ الْحُمَيْدِيِّ وَالْبَابِيِّ، وَكَانَ عَلِيلا وَنَحْنُ عِنْدَهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَصْحَابُنَا الصُّوفِيَّةُ حَقَائِقُهُمْ تَوْحِيدٌ، وَإِشَارَاتُهُمْ شِرْكٌ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ رُومِيًّا يَقُولُ: لا يَزَالُ أَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ بِخَيْرٍ مَا تَنَافَرُوا، فَإِنِ اصْطَلَحُوا، فَلا خَيْرَ فِيهِمْ
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ، يَقُولُ: إِنَّمَا التَّصَوُّفُ أَخْلاقٌ