قَالَ مُوسى بْنُ إِسماعِيل: عَنْ سَعد أَبي عَاصِمٍ، قَالَ: حج هشام بْن عَبد الْمَلِك، يَعنِي وأَبُو خَلِيفة (?) ، سَنَة ست ومئة، وكان، يَعنِي سَنَة سبع ومئة بالمَدِينَة، ومَعَه غَيلان يُفتي الناس.
وكَانَ مُحَمد بْن كَعب يَجيء كل جُمعة مِن قريته على ميلين مِنَ المَدِينة، ولا يكلم أحدا حتى يصلي العصر، وغدا يوم السبت يُحدِّثهم، قَالُوا: يا أَبَا حَمزة، جاءنا رجل يشككنا فِي ديننا؟ قَالَ: فأتوني بِهِ إن شئتم، فأتاه غَيلان، فَقَالَ: السَّلام عليكم، قَالَ: وعليك، يا أَبَا مَروان، فَقَالَ مُحَمد: لا يكون كلام حتى يشهد قبل، قَالَ غَيلان: أبدأ، قَالَ: أشهد أن لا إِله إِلاَّ اللَّه، وأشهد أن مُحَمدًا عَبده ورسولَهُ، أرسلَهُ بالهُدى ودين الحق ليظهره على الدين كلَهُ ولو كره المشركون، مَن يهده اللَّه فلا مُضل لَهُ، ومَن يُضلل فلا هادي لَهُ، قَالَ: تشهد أَنه حق مِن قلبك؟ قَالَ: نعم، قَالَ: حسبي اللَّه، قَالَ: إن القرآن نسخ بعضه بعضا، قَالَ: لا حاجة لي فِي كلامك، إما أن تقوم عَنِّي، وإما أن أقوم عَنك.
وقال مُحَمد بن بَشّار: حدَّثنا مُعاذ، عَنِ ابْن عَون، قَالَ: مررتُ بغَيلان، فإذا مصلوب على باب الشام.
ورَوَى عَنه يَعقُوب بن عُتبَة.