باب شرحبيل.
وحَسَنَة أُمه، من أهل اليَمَن، أخو عَبد الرَّحمَن بْن حَسَنَةَ.
قَالَ لِي صَفوان بْنُ صَالِحٍ، أَبو عَبد الملك: حدَّثنا الوليد بن مُسلم، حدَّثنا شَيبة بْنُ الأَحنَف الأَوزاعيّ، سَمِعتُ أَبَا سَلاَّم الأَسود، حدَّثني أَبو صَالِحٍ الأَشعَريّ، أَنه سَمِعَ أَبَا عَبد اللهِ الأشعَرِيَّ؛ صَلَّى النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم بِأَصحابِهِ، ثُم جَلَسَ فِي طائِفَةٍ مِنهُم، ودَخَلَ رَجُلٌ فَقامَ فَصَلَّى، فَجَعَلَ لاَ يَركَعُ، ويَنقُرُ فِي سُجُودِهِ، فَقال: تَرَونَ هَذا؟ لَو ماتَ عَلى مَا هُوَ عَلَيهِ ماتَ عَلى غَيرِ مِلَّةِ الإِسلاَمِ، يَنقُرُ فِي صَلاَتِهِ كَما يَنقُرُ الغُرابُ الدَّمَ، إِنَّما مَثَلُ الَّذِي يُصلِّي ولاَ يَركَعُ، ويَنقُرُ فِي سُجُودِهِ، كالَّذِي يَأكُلُ ولاَ يَشبَعُ، إِلاَّ تَمرَةً، أَو تَمرَتَينِ، فَماذا تُغنِيانِ عَنهُ؟ فَأَسبِغُوا الوُضُوءَ، ووَيلٌ لِلأَعقابِ مِنَ النّارِ، أَتِمُّوا الرُّكُوعَ والسُّجُودَ.
فقلتُ لأَبي عَبد اللهِ: مَنْ حدَّثك بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ: أُمَراءُ الأَجنادِ: خالدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وعَمرو بْنُ الْعَاصِ، وشُرَحبيل بْنُ حَسَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبي سُفيان، كُلُّ هَؤُلاءِ سَمِعَهُ من النَّبيِّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم.