قَالَ لَنَا عَبد اللهِ بْنُ مَسلَمَة: حدَّثنا مُحَمد بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَزِيد بْنِ زَيد، عَنْ أَبي أُسَيد، قَالَ: كُنّا عَندَ دَفنِ حَمزَةَ، فَكانَت بُردَةٌ، أَو نَمِرَةٌ، فَإِذا غَطَّينا وجهَهُ، انكَشَفَت رِجَلاَهُ، وإِذا غَطَّينا رِجلَيهِ، انكَشَفَ رَأسُهُ، فَجَعَلنا فِي رَأسِهِ، وعَلى رِجلَيهِ شَيئًا، فَبَكَوا، فَقال النَّبيُّ صَلى اللَّهُ عَلَيه وسَلم: مَا يُبكِيكُم؟ قالُوا: لاَ يَجِدُ عَمُّكَ مَا يُكَفَّنُ فِي ثَوبٍ، قَالَ: يَأتِي عَلى النّاسِ زَمَنٌ، يَخرُجُونَ إِلَى الأَريافِ (?) ، فَيُصِيبُونَ فيها مَطعَمًا ومَسكنًا ومَركَبًا، فَيَكتُبُونَ إِلَى أَهلِيهِم، والمَدِينَةُ خَيرٌ لَهُم لَو كانُوا يَعلَمُونَ، ولاَ يَصبِرُ عَلى لأوائِها وشِدَّتِها أَحَدٌ، إِلاَّ كُنتُ لَهُ شَهِيدًا، أَو شَفيعًا، يَومَ القِيامَةِ.