باركتَ لأهلِ مَكَّة، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُمْ من هاهنا، وهاهنا - وَأَشَارَ إِلَى نَوَاحِي الأَرْضِ كُلِّهَا - اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَهُمْ بسوءٍ فأَذِبْه كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، ثُمَّ التفتَ إِلَى الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ: مَا تَقُولانِ؟ فَقَالا: حديثٌ مَعْروف مرويٌّ، وَقَدْ سمِعْنا أَيْضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَن أَخَافَهُمْ فَقَدْ أَخَافَ مَا بَيْنَ هَذَيْنِ" وَأَشَارَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا إِلَى قَلْبِهِ.

1331- حَدَّثَنا سريج بْن النعمان، قَالَ: حدثنا فُلَيْح - يَعْنِي: ابْنَ سُلَيْمَان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْد بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تُفتح الأمصارُ والأرْيافُ، فَيَقُولُ الرِّجَالُ لإِخْوَانِهِمْ: هلُمَّ إِلَى الريفِ، والمدينةُ خيرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يعلمون، لا يصبر على لأْوَائَهَا وَشِدَّتَهَا أحدٌ إِلا كنتُ لَهُ شَهِيدًا وَشَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

1332- حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ عِمْرَان بْنِ أبي ليلى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَأَنَا أُحَرِّم الْمَدِيْنَة، فَهِيَ حَرَامٌ كمَكَّة، مَا بَيْنَ حرَّتَيْها، وَحَامَتَيْهَا، وَشَجَرِهَا؛ إِلا أَنْ يَعْلِفَ رجلٌ بَعِيرَهُ، وَالْمَلائِكَةُ حرسٌ عَلَى أَنْقَابِهَا وَأَبْوَابِهَا، لا يَقْرُبَهَا - إِنْ شَاءَ اللَّه - الدَّجَّالُ وَلا الطَّاعُونُ.

1333- حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَزِيد، عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيّ الْمَازِنِيّ، أَنَّ عَطَاء بْنَ يَسَار أَخْبَرَهُ، أَنَّ السَّائِبَ بْنَ خَلادٍ - أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ - أَخْبَرَهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَخَافَ أَهْلَ الْمَدِيْنَة ظَالِمًا لهم أخافه اللَّه، وكانت علي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015