وقد ذكره البيهقي على أن أصحابه يقصدون علوّ المكانة لا علوّ الذات، إلا أن هذا غير صحيح، فعلي بن محمّد الطبري قصد بذلك إثبات الاستواء على طريقة السلف كما ذكر ذلك عنه الذهبي1.

وسيأتي مزيد بيان لهذا المذهب إن شاء الله.

والقول بأن معنى الاستواء علوّ المكانة والقهر ذهب إليه جماعة من الأشاعرة منهم أبو بكر بن فورك شيخ البيهقي، كما في كتابه مشكل الحديث2.

3 - وثمة رأي ثالث في الاستواء ذكره البيهقي وهو القول بأن معناه: الاستيلاء والغلبة والقهر، كما يقال استوى فلان على الناحية إذا غلب أهلها، واستدل أصحابه بقول الشاعر:

قد استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق

ونسبه البيهقي أيضاً إلى كثير من متأخري الأشاعرة3، ومنهم سيف الدين الآمدي، وأبو حامد الغزالي وغيرهما4. وهو رأي المعتزلة أيضاً5.

إلا أن هذا الرأي مرفوض تماماً عند البيهقي، لأن الاستيلاء عبارة عن غلبة مع توقع ضعف6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015