لأخبرته أن دافة دفّت «1» ، ونازلة نزلت، ونائبة نابت «2» ، ونابتة نبتت «3» ، كلهم به حاجة إلى معروف أمير المؤمنين وبره.

قال: حسبك يا أبا بحر، قد كفيت الشاهد والغائب.

وقال غيلان بن خرشة للأحنف: ما بقاء ما فيه العرب؟ قال: إذا تقلدوا السيوف، وشدوا العمائم، وركبوا الخيل، ولم تأخذهم حمية الأوغاد. قال غيلان: وما حمية الأوغاد؟ قال: أن يعدوا التواهب فيما بينهم ضيما.

وقال عمر: العمائم تيجان العرب.

وقال: وقيل لأعرابي: ما لك لا تضع العمامة على رأسك؟ قال: إن شيئا فيه السمع والبصر لحقيق بالصون.

وقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: جمال الرجل في عمّته، وجمال المرأة في حقّها.

وقال الأحنف: استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال.

قال: وقد جرى ذكر رجل عند الأحنف فاغتابوه فقال: ما لكم وما له؟

يأكل رزقه، ويكفي قرنه، وتحمل الأرض ثقله.

مسلمة بن محارب قال: قال زياد لحرقة بنت النعمان: ما كانت لذة أبيك؟ قالت: أدمان الشراب، ومحادثة الرجال.

قال: وقال سليمان بن عبد الملك: قد ركبنا الفاره، وتبطنا الحسناء، ولبسنا اللين حتى استخشناه، وأكلنا الطيب حتى أجمناه «4» . فما اليوم إلى شيء أحوج مني إلى جليس يضع عني مؤونة التحفظ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015