الجزء الثاني

[مقدمة]

الحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد خاصة وعلى أنبيائه عامة.

أردنا- أبقاك الله- أن نبتدىء صدر هذا الجزء الثاني من البيان والتبيين بالرد على الشعوبية في طعنهم على خطباء العرب وملوكهم، إذ وصلوا أيمانهم بالمخاصر واعتمدوا على وجه الأرض بأطراف القسيّ والعصيّ، وأشاروا عند ذلك بالقضبان والقنيّ. وفي كل ذلك قد روينا الشاهد الصادق، والمثل السائر. ولكنا أحببنا أن نصيّر صدر هذا الباب كلاما من كلام رسول رب العالمين، والسلف المتقدمين، والجلة من التابعين، الذين كانوا مصابيح الظلام، وقادة هذا الأنام، وملح الأرض، وحليّ الدنيا، والنجوم التي لا يضل معها الساري، والمنار الذي يرجع إليه الباغي، والحزب الذي كثر الله به القليل، وأعز به الذليل، وزاد الكثير في عدده، والعزيز في ارتفاع قدره. وهم الذين جلوا بكلامهم الأبصار الكليلة، وشحذوا بمنطقهم الأذهان العليلة، فنبهوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015