وعندما جاء الاسلام بتعاليمه السمحة والقوم حديثو عهد بالجاهلية كان ليس غريبا ان يفهم البعض بعض التعاليم فهما خاطئا فحرم فئة على انفسهم بعض ما احل الله ظنا التعاليم فهما خاطئا فحرم فئة على انفسهم بعض ما احل الله ظنا ان ذلك قربة الى الله وكان القائد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمع هذه التصورات الغريبة عن روح الاسلام فكان يسد ذلك المدخل الشيطاني ويعدل الاعوجاج ففي الصحيحين عنه بلغة ان رجالا قال احدهم اما انا فأصوم ولا افطر وقال الاخر اما انا فأقوم لا انام وقال الاخر اما انا فلا اتزوج النساء وقال الاخر اما انا فلا آكل اللحم - فقال صلى الله عليه وسلم.
" لكنني اصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني".
وقد قال الله تعالى:" كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين".
هذا المدخل وقع فيه كثير من الشباب الصالح الذي خفي عليه هدى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو خير الهدى" وكان خلقه في الاكل انه ياكل ما تيسر اذا اشتهاه ولا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا فكان ان حضر خبز ولحم اكله وان حضر فاكهة وخبز ولحم اكله وان حضر تمر وحده او خبز وحده اكله وان حضر حلو او عسل طعمه ايضا وكان احب الشراب اليه الحلو البارد وكان ياكل القثاء بالرطب فلم يكن اذا حضر لونان من الطعام يقول: لا آكل لونين ولا يمتنع عن طعام لما فيه من اللذة والحلاوة".
واما مجرد تعذيب النفس والبدن من غير منفعة راجحة فليس هذا مشروعا لنا بل امرنا الله بما ينفعنا ونهانا عما يضرنا وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " انما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين"
وقال لمعاذ وابي موسى لما بعثهما الى اليمن
" يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا"
وقال" هذا الين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلبه فاستعينوا بالغدوة