وحصانة ذاتية ضد الوسوسة بسبب امتلاء النفس والجوارح بمقاصد الخير والخطو اليه دونما حيز فراغ فيهن تطرقه الخواطر الشيطانية او تحتله فاذا بقيت من بعد بقية لهذه الوساوس فان سعة آفاق الرجاء في قلب المؤمن تتكفل بتبديدها ولا يكمل الايمان بمجرد خوف من رب جبار منتقم ومن عقابه وناره ومن شيطان خلقه وجعل كيده فتنة وامتحانا للعالمين بل حتى يقابل ذلك رجاء اكبر وانتظار لطف من رب رحيم غفور ودود.
فالمهم في عمل اخي البلالي انه انطلق من حقيقة وجوب العلم بالشر واسبابه ومتاهاته
علما موازيا لعلمنا بالخير واسبابه وطريقه المستقيم ولذلك لم يكن لينتهي الى نتيجة ابتداعية يميل معها الى عزلة وسلبية تورط فيهما بعض المسلمين من قبل ولهم اليوم عقب وارث وانما اخذ بيدك نحو ايجابية التوكل على الله تعالى للتغلب على تزيين الشيطان. وشخصية اخي الكاتب تدلك على بعض سمات هذه الايجابية اذ انه درس الهندسة الكهربائية في جامعات بريطانيا وهو اليوم مهندس يؤدي دوره في العمران المدني للحياة. كما انه داعية ملتزم بموازين الايمان يؤدي دورا في البناء الحضاري الفكري العقائدي الاخلاقي للامة يحرص معه على ابرائها من امراض رآها تنخر كيان المجتمع الغربي الذي عاش فيه بضع سنين.
لكل ذلك فاني احث شباب الدعوة الاسلامية على مطالعة هذا الكتاب وتدبر ما فيه من اوصاف الشبهات والشهوات التي يلزمهم تجنبها فان المزالق كثيرة والاغواء قائم والتذكرة واجبة. ومن انتهى فنفسه انجى.
والله الهادي الى صواب القول والعمل وبه نعوذ من همزات الشياطين.
محمد أحمد الراشد