بالجماعة الصالحة ولا اختيار له في ذلك خاصة بمثل هذا الوقت الذي ابعد فيه منهج الله عن الحياة واستبدلوه بالمناهج الوضعية.
ويروي المفسرون ان بعض المؤلفة قلوبهم طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعل لهم مجلسا خاصا وينحي عنهم فقراء الصحابة فانزل الله تعالى:
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا"
" أصبر نفسك مع هؤلاء: صاحبهم وجالسهم وعلمهم ففيهم الخير وعلى مثلهم تقوم الدعوات فالدعوات لا تقوم على من يعتنقونها لانها غالبة ومن يعتنقونها ليقودوا بها الاتباع ومن يتبعونها ليحققوا بها الاطماع وليتجروا بها في سوق الدعوات تشترى منهم وتباع انما تقوم الدعوات بهذه القلوب التي تتجه الى الله خالصة له لا تبغي جاها ولا متاعا ولا انتفاعا انما تبغي وجهه وترجو رضاه".
ولقد وعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اراد ربه منه حينما اوصاه بألا يفارق الجماعة الصالحة ولا تعد عيناك عنهم" فربى اصحابه على هذه الوصية فتارة يبين لهم ان المفارق للجماعة كأنه خلع ثوب الاسلام منه فيقول:" من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (العروة في الحبل) وتارة اخرى يقول لهم
" الجماعة رحمة والفرقة عذاب"اذ ان الواحد البعيد عن الجماعة الصالحة مهيء لأن يفترسه الشيطان فهو يتصيد الشاة البعيدة عن القطيع وكذلك ما روى البخاري في
صحيحه عن حذيفة بن اليمان عندما كان يسال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يقع فيه وكان الرسول صلى الله عليه وسلم