وما بين آونة واخرى يقومون بتغيير قوانينهم الوضعية ظانين انهم يهتدون الى طريق اقوم واصلح وما يدرون هؤلاء المساكين ان قرناءهم هم الذين يوهمونهم بانهم مهتدون وما يدرون انهم يثبون بخطا واسعة الى جهنم وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين"
وتظل سيطرة هؤلاء القرناء على هذه الفئة من الناس ويستمرون في اضلالهم واغوائهم وابعادهم عن طريق الحق الى ان يانسوا الى هذا الضلال ويالفوا هذه الروائح النتنة من الذل تحت سيطرة الشياطين وصدق الامام ابن القيم اذ يقول:" ما ظنك بملك استولى عليه عدوه فانزله عن سرير ملكه واسره وحبسه وحال بينه وبين خزائنه وذخائره وخدمه وصيرها له ومع هذا فلا يتحرك الملك لطلب ثأره ولا يستغيث بمن يغيثه ولا يستنجد بمن ينجده وفوق هذا الملك ملك قاهر لا يقهر وغالب لا يغلب وعزيز لا يذل فأرسل اليه" ان استنصرتني نصرتك وان استغثت بي اغثتك وان التجات الي اخذت بثارك وان هربت الي وآويت الي سلطتك على عدوك وجعلته تحت امرك فان قال هذا الملك الماسور قد شد عدوي وثاقي واحكم رباطي واستوثق مني القيود ومنعني من النهوض اليك والفرار اليك والمسير الى بابك فان ارسلت جندا من عندك يحلوا وثاقي ويفكوا قيودي ويخرجوني من حبسه امكنني ان اوافي بابك والا لا يمكنني مفارقة محبسي ولا كسر قيودي فان قال ذلك احتجاجا على ذلك السلطان ودفاعا لرسالته ورضي بما هو فيه عند عدوه خلاه السلطان الاعظم وحاله وولاه ما تولى.
وهذا ما فعله الذين اختاروا الضلال - لقد رضوا باستشار الشيطان لهم واحبوا القيود التي قيدوا بها حتى يتخيل اليهم انها اساور وليست قيود -