التي تنجيهم من عذاب اليم.
" يأيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون"
فهي المعارك المستمرة لمقاتلة الشيطان وحزبه - هذا ما علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للرعيل الاول ولقد اطلق براقه الاول مصعب بن عمير ليتحرك امام تحرك الباطل فيحصد ما زرعه الباطل ليغرس مكانه بذور الحق وجاء من بعده الصحابة رضوان الله عليهم يطبقون ما علمهم الرسول صلى الله عليه وسلم " ومما يروي لنا التابعي الكوفي الفقيه النبيل عامر الشعبي ان رجالا خرجوا من الكوفة ونزلوا قريبا يتعبدون فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فاتاهم ففرحوا بمجيئه اليهم فقال لهم ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا احببنا ان نخرج من غمار الناس نتعبد فقال عبد الله لو ان الناس فعلوا ما فعلتم فمن كان يقاتل العدو؟ وما انا ببارح حتى ترجعوا"
وجاء من بعده امير الحديث عبد الله بن المبارك ليرسل الى اشهر العباد والزهاد في تاريخ الاسلام الفضيل ابياتا يصفه فيها" بأنه عابد لاعب بعبادته" ويبعث له من طرطوس بعد معركة من معاركه قبل ان ينفض غبار المعركة عنه قائلا له فيها.
يا عابد الحرمين لو ابصرتنا ... لعلمت انك بالعبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه ... فنحورنا بدمائنا تنخضب
او كان يتعب خيله في باطل ... فخيولنا يوم الكريهة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا ... رهج السنابك والغبار الاطيب
ولقد اتانا عن مقال نبينا ... قول صحيح صادق لا يكذب