والمزاح على ضربين: مزاح محمود ومزاح مذموم
فالمزاح المحمود ما كان" لا أذى فيه ولا ضرر ولا قذف ولا غيبة ولا شيء في عرض أو دين ولا استخفاف بأحد منهم"
ومن أمثلة هذا المزاح ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يطلبه أن يحمله على حمولة فقال له:
أنا حاملك على ولد ناقة. فقال: يا رسول الله وما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الابل الا النوق" ...
ويكون المزاح مذموما اذا تحقق فيه أحد شرطين الانهماك والفحش فيه.
أما الانهماك فيه فانه " يسقط الحشمة ويقلل الهيبة والفحش فيه يورث الضغينة ويحرك الحقود الكمينة لأنه يجر حينئذ الى ترك التحرز والاحتياط من الهجر".
أكرم جليسك لا تمازح بالأذى
ان المزاح ترى به الأضغان
كم من مزاح جذ حبل قرينه
فتجذمت من أجله الأقران
وأي شيء يريد ابليس اكثر من غرس الضغينة في القلوب وتفكيك العلاقات الوثيقة وخاصة تلك التي قامت على منهج الحق على الحب في الله ...
ولئن كان الداعية من النوع الحذر الذي يعرف حق المعرفة ما يؤول اليه الانهماك بالمزاح فان ابليس يدخل له من مداخل اخرى عله يزل باحدها ومن هذه المداخل اغراؤه بالنجوى.