كلام عالم أوفقية وبهذا تعرف أن هذا المكي أجنبي عن هذه المباحث والعلوم لا يدرى الفرق بين مسائل الاجتهاد وغيرها فكأنه من أهل الفترات لم يأنس بشيء مما جاءت به النبوات، يبين لك هذا ما قرره في رسالته من الشرك بالله رب العالمين وصرف حقه للأنبياء والأولياء والصالحين والاستغاثة بالغائبين من الأحياء والأموات وإنزال الحوائج بهم عند الكربات وقصدهم في الرغبات والرهبات وأن هذه الشركيات كل من الجائزات بل المستحبات كل هذا مما سوله له الشيطان وقلد فيه شيخه دحلان مع ما انضم إلى ذلك من مسبة لعلماء الدين، ومشائخ المسلمين الذين أوضح الله بهم نهج الطريقة المحمدية، وأعلى بهم منار الملة الحنيفية كشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، والشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعهما ممن له درية بهذا الدين وروية، وقد هذا الملحد فيهم بالبهت والكذب يشهد لفضلهم، وينبني عن تقدمهم في الإسلام وسبقهم قال أبو الطيب:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني فاضل