غلطات من مثل «أَوْصِفْ» بدل «صِفْ»! ولم يدركها هؤلاء الفاحصون ... تبارك الله أحسن الخالقين!
ماذا يُنتظَر من هؤلاء؟ وكم من الضحايا ذهبت دموعها هدراً من جرّاء جهلهم وتهاونهم؟ لا، ليس كلهم جاهلاً ففيهم أناس متعلمون، بل فيهم العالِمون، ولكن السواد يطغى فتضيع كلمات العالِمين الهادئة وسط ضجيجه العالي؛ وهكذا خُتم الفصل الأول من الرواية، ونجح كل الساقطين في المرة الأولى!
* * *
إنه لشيء غريب، والحقيقة أنها أشياء كثيرة كلها غريب وعجيب في فحص الشهادة الابتدائية، ولكني لا أتحدث إليك عن شيء منها، ولا أروي لك شيئاً من حوادث الالتماس، ولا أقول لك إننا كنا نحمد للمستشار عملَه لو راقب هؤلاء مراقبة شديدة كما يفعل كل مرة، إذ ليس غيره بقادر على منع حوادث الالتماس واعتبار الكفاءة أساس النجاح!
كل ذلك لا أقوله لأنه ليس من موضوع كلمتي هذه، إنما أريد أن أقول: غداً يدخل هؤلاء في «التجهيز»، وغداً يأخذون البكالوريا، وبعد غد يدخلون غمار هذه الحياة وتكون بيدهم مقدَّرات الأمة، فماذا يكون حالها إذا استلم مقاليدَ أمورها مَن لا يعرف لغتَها، بل من يبغض لسانها وينفر منه؟ وماذا يكون حال الطلاب في اللغة العربية بعد خمسة أعوام؟
إننا نظلم الوزارة إذا طالبناها بهذا الإصلاح، وليس إهمال اللغة من شأنها، ولم يهملها ويفسد علينا أبناءنا إلا معلّمو العربية!