خسرت من أصلي ولغتي وديني، ولكن حين لم يعد ينفع البكاء، فاستسلمت للقدر وخضعت لمشيئة الله. ولما رأوا أني ثابتة على ورقيّتي لا أحاول الخروج عنها والانسلاخ منها أنعموا عليّ بهذا الثوب المبرقَش وهذه التزاويق، وقالوا لي: قد جعلناك بخمسين من الجنيهات الذهبية، فسيري في الأرض وانشري في الناس هذه الوكالة وتكلمي باسم هذه الخمسين جنيهاً. قلت: ولكنهم لم يوكلوني ولم يفوضوني، فكيف أدّعي أنني وكيلة بخمسين ذهباً، وأنا وخمسون من مثلي بقرش! قالوا: عَدّي عن هذا، فما هو من شأنك وما عليك إلا أن تسمعي فتطيعي، ولئن فاتك أن يكون وراءك ذهب فإن وراءك جيشاً، فقرّي نفساً وسيري على بركات الله! (?)