نشرت سنة 1934 (?)
قرأ الناس في الجرائد منذ أيام خبراً ارتابوا فيه وشكّوا في وقوعه وترددوا في تصديقه، فلما بدا لهم أنه واقع حاروا فيه وعجبوا منه وارتاعوا! قرؤوا أن فتى من فتيان أسرة مجيدة، معروفة بالدين والشرف، سأل أباه شيئاً فمنعه إيّاه، فقال له كلمة فردّها عليه، فخاطبه باللغة التي ليس لها ردّ، لغة الرصاص! أطلق عليه مسدسه ما يريد إلا قتله، ولكن الله سلّم، ونجا الأب وقدّر الله له الحياة، ولله الحمد على ما قدّر.
وليس لنا أن نمرّ بهذه الحادثة من غير أن ندلّ على مكان العبرة منها. وليس عندنا شك أن الأمير شفاه الله (?) يحبّ قَوْلة الحق ويحب أن يسمعها له أو عليه، ويؤْثر ما في بيانها من مصلحة الأمة على ما في كتمانها من سرور نفسه وراحة باله.
ومكان العبرة في هذه القصة إنما هو في نشأة هذا الفتى