حلو، ولكن هل له من حقيقة؟ النحّاس (رئيس وزراء مصر) أخو السير بيرسي لورين؟ غاندي أخو الملك جورج؟ الشيخ أمين الحسيني أخو اللورد بلفور؟ أنا أو أنت يا صديقي القارئ المسكين أخو الكونت دومارتيل؟! (?)
ليس في الدنيا فكرة إنسانية ما دام القائلون بها كذلك الذي كان يذبح العصافير في يوم بارد، فقال عصفور (رأيه كرأي بعض إخواننا): أما ترى شفقة هذا الإنسان وبكاءه علينا؟ فقال الآخر: ويحك، لا تنظر إلى الدموع في عينيه، بل انظر ما تصنع يداه! وليس في الدنيا فكرة علمية في التربية والتاريخ، وكبارُ العلماء يدوسون أقدس شيء في هذه الفكرة ليصلوا إلى تحقيق مأرب وطني.
ومهما يكن من أمر الإنسانية والعلم ودخلهما في التربية فإنهما لا تغنيان عنّا من الحياة شيئاً، فيجب أن نحيا أمةً مستقلة قوية قبل كل شيء. ولا حياة لنا إلا إذا ارتكزت برامجنا في التربية والتعليم على مبدأين عظيمين: الله والشعب، أي الدين والتاريخ، حتى لا يكون في هذه البرامج بحث أو كلمة تخالف الدين أو تُضعف أثره في نفس صاحبه، ولا يكون في المعلمين معلم واحد يعمل على هذه المخالفة أو هذا الإضعاف، ولا يكون فيها صفحة واحدة من تاريخ أجنبي -مهما كان هذا التاريخ- إلا بعد أن نحيط