والكتابة، يقرأ المقالة ذات العمودين ولا يخطئ إلا عشرين خطيئة، لا في النحو والصرف، فهذا مُغتفَر له، بل في التهجية، ولا مؤاخذة! أما أخلاقه فلم يكن فيها من عيب إلا أنها على غاية من ... وأنها نموذج كامل للـ ...
* * *
مرّت سنوات لم أره فيها، ولم أفكر فيه لأن صلتي به لم تكن تتعدى حد السلام، ولأنه خالٍ من كل ميزة علمية أو أخلاقية أذكره بها. ثم رأيته منذ أيام بعد غيبة هذه السنين، فسلمت عليه كعادتي فلم يردّ عليّ كعادته، ولحظت أنه يسير منتفخاً كالكرة شامخاً بأنفه إلى أعلى! فعجبت من شأنه وعزمت على التحدث إليه لأرى أي عَظَمة أُفيضت عليه: أأصاب إرثاً من قريب له في أميركا (بلد المال)، أم صار زعيماً في الشام (بلد الزعامات)؟ وإذا كان زعيماً فلماذا لا تصدّره الشام إلى بلاد الله الأخرى -كما تصدّر كلُّ بلد ما تنتجه- فتعوّض بإصدار هذا النوع ما خسرته من «القمر الدين»، ولا تنتبه البلاد الأخرى إلى أنه «مغشوش» لأن الغش فيه فنيٌّ يصعب اكتشافه؟!
ولحقت به ففتحت معه باب الحديث: ها، سلامات سيد؟ ... سيد؟
- «فلان»! سلامات.
- كيف الحال، إن شاء الله بخير؟ لم أرك منذ مدة، هل كنت مسافراً؟ ماذا تعمل في هذه الأيام؟
- والله ... صحافي.