أقامت الساعة؟ أزُلزلت الأرض زلزالها؟ أكان يوم الحشر؟ لا، فما على الوجوه إلا سيماء الفرح والطرب، إذن فماذا؟ إنه يوم الاستقلال.
* * *
الاستقلال العربي، سقى الله ذكراه! لقد مرّ عليها عشرة أعوام وعام، ها هي تبدو بثوبها الأبيض الناصع تتغلغل في ظلمات الماضي، ها هي قد وقفت على رأس المرحلة الثانية عشرة، فالتفتت لترى ماذا حل بنا بعدها، ثم تحولت عنا ومقلتاها تفيضان بالدمع. الاستقلال العربي؟ واأسفاه! لقد فقدناه، لقد أصبح أثراً بعد عين.
أيتها الذكرى، سيري في طريقك ولا تلقي علينا نظراً حتى لا تأسي وتحزني، وما أحزنَ الأمَّ ترى أبناءها مُصفَّدين بالحديد مكبَّلين بالأغلال! لقد سقطنا في أعماق الهاوية، لقد خسرنا الاستقلال وخسرنا كل شيء! لقد عَمَّ الظلام، فهل لهذا الليل من صبح؟ نعم، نعم، نعم ... أكررها ثلاثاً!
فإنْ تَكُنِ الأيّامُ فينا تبدَّلَتْ ... ببُؤْسَى ونُعْمَى، والحوادثُ تفعلُ
فما لَيَّنَتْ منّا قَناةً صَليبة ... ولا ذَلَّلَتْنا للّتي ليس تَجْمُلُ
* * *
يا يوم الاستقلال، سقى الله أطلالك. لقد كنت لنا عيداً فصار عيدك مأتماً! لقد كان يومك هناءنا فصار عزاءنا! لقد تغير كل شيء