أنظر إلى النيل تارة وإلى ذلك الأفق البعيد أخرى، فأبصر فيه خيال وطني يلقي النور والحياة على تلك الخمائل الخضراء التي لا حدَّ لها، فأقف أمامه كأنني أمام محرابي، ولا أنتبه حتى تتوارى هذه الصورة في طيّات الظلمات فأعود إلى الدار أسيّاً حزيناً. ولا إخال الأمد يطول بي على هذه الحال، وما هي إلا واحدة من اثنتين: إما الشام وإما الحِمام!
اذكرونا مثلَ ذِكْرانا لكم ... رُبَّ ذِكْرى قَرَّبَتْ مَن نَزَحا
واذكروا صَبَّاً (?) إذا غنّى بكم ... شَرِبَ الدّمعَ وعافَ القَدَحا
* * *