كُتبت في مصر سنة 1929
[بعثت بهذا الفصل من القاهرة إلى «القبس» الغراء، فنشرته بعد أن أرسلتُ لها فصلاً قبله مزقه أحد محرريها لأنه رآه -حفظه الله- لا يشبه إنشاء الصحفيين، وإذن لا يصلح! فبقي هذا، وليس فيه من الخيال أو المبالغة ذرة واحدة، ولم أغير فيه حرفاً واحداً. (?)]
كانت لي آمال وكنت أسعد بها، فأصبحت وليس لي إلا أمل واحد: وقفة على قاسيون أو رشفة من بردى!
آه، لقد ضاقت بي مصر على رحبها وسعتها، وصغرت في عينيّ حتى لقد رأيت غرفتي الصغيرة في دمشق أوسع منها وأكبر، واسودَّت في بصري حتى ما أرى فيها إلا الظلام، ولو كان في نور الشمس الذي يملؤها نوراً، بل لقد انصرفت نفسي عن العلم