المبارك سقوط ثمانين في المئة من طلاب هذا المعهد الممتاز!
هل في الدنيا كلها رجل واحد وَهَبَه الله عقلاً راجحاً وفهماً مستقيماً، يقول بأن هذا السقوط ناشئ عن قصور التلاميذ؟ دعني من أولئك الذين باعوا ضمائرهم وعقولهم بخمسين ليرة سورية وأصبحوا لا يستحيون بعد قبضها أن يتكلموا بغير منطق، دعني من هؤلاء وقل لي: هل تعتقد أن كراسي المناصب ومنصّات التدريس تسدل على الباطل ثوباً أبيض، ثم تخدع الناس جميعاً عن أبصارهم فلا يرونه إلا حقاً؟ هل تؤمن بأن الوزير إذا قال شيئاً صدّقه الناس وأمّنوا على كلامه، ولو خالف ما يدلّون على صحته بألف دليل ودليل؟
تقول: «لا»، وهذا ما أنتظره منك، فأصغِ إليّ: يقول أساطين التربية وكبار علمائها إن الصف إذا سقط أكثر من نصف طلابه كان سبب هذا السقوط عجز المعلمين لا قصور الطلاب. وتقول الوزارة ومديرية المدرسة إن الصف إذا سقط ثلاثة أرباعه أو أربعة أخماسه كان سبب السقوط كسل الطلاب، وأما المعلمون فمبرَّؤون من كل ذنب وخالون من كل عيب، حرسهم الله!
فهل علم التربية باطل وأساطينه كاذبون؟ إذا كان كذباً فكيف تدرّسه الوزارة في مدارسها؟ وإذا كان حقاً فهل يكون نقيض الحق إلا الباطل، وهل يكون عكس الصدق إلا الكذب؟
* * *
هذه واحدة، وأخرى: أليس من حق الطلاب مراجعة الإدارة وطلب الأوراق إذا اعتقدوا أنهم مظلومون؟ أليس هذا