وفية مخلصة، لا للعروبة والإسلام، هيهات، بل لفرنسا!
ما للقارئ يعجب ويستغرب ما أقول؟ إنه في منتهى الجلاء والوضوح. أبناؤكم الآن هم رجال المستقبل، فإذا ربّاهم كما يريد وأنشأهم كما يشاء أصبحت أمة المستقبل كما يشاء. ولا تعجبوا، فقد بلغ من حرصه على طمس معالم الإسلام أنه أغلق مدرسة لأنها تسمى مدرسة «التهذيب الإسلامي»! وأخرج مدرّساً من خيرة المدرسين وأقدرهم، هو الشاعر سليم الزركلي، لأنه ألقى قصيدة له في محفل فيها ذكر حضارة العرب والمسلمين ومجدهم!
ولندع هذه القصص الفردية، ولنأخذ في الكلام على القضايا الجوهرية التي نأخذها على المدارس الأميرية.
* * *
إنما تقوم حياة الأمم على ثلاث دعائم: الدين واللغة والتاريخ. فلننظر مبلغ عناية الوزارة بهذه الدعائم الثلاث.
(1) الدين: ماذا فعلت «المعارف» بالدين؟ هل تريدون الجواب الواضح الموجز؟ إنها نبذته وأهملته! لقد كتبنا في «الفتح» منذ عامين، يوم ظهر برنامج المعارف الجديد، فصلاً كشفنا فيه الستار عن إهمال الدين في المدارس، ولقد كان له أثره المحمود، وأذكر أن الناس قاموا له وقعدوا وذهب وفد منهم إلى الوزارة يراجع ويتثبت، فوعدوه خيراً وطبعوا برنامج الدروس الدينية على حدة ليرضوا به كل من ينازع ويشكو. ولكن ماذا كانت النتيجة؟