رسائل سيف الإسلام
الرسالة الثامنة
البلاء الأعظم في المغرب الأقصى
يا أيها الناس من ذكر وأنثى وكبير وصغير:
من كان في قلبه ذرة واحدة من الإيمان فليحرص اليوم على دينه وليصلح أهله وداره، فوالله إن ثابرتم على غفلتكم ولم تَنْبَهوا من إغفاءتكم، أوشك أن يعمّكم الله ببلاء من عنده يصيبكم به، فلا تقوم لكم قائمة إلى يوم القيامة! إنكم في يوم عصيب أصبح فيه إيمان أحدكم كالشعلة الضعيفة تتنازعها الرياح الأربعة، إذا لم يحفظها ويدرأ عنها أُطفئت في لحظة واحدة وعمَّ ظلام لا نور بعده، فاعتبروا مما سأقصه عليكم وأحدّثكم به.
مَن منكم يستطيع أن يملك قلبه، لا ينفجر لهول ما سأقص عليه؟ من منكم يطيق أن يمسك فؤاده، لا يتقطع لعظم ما سأحدثه به؟ من منكم يقدر أن يسمع خبر الإسلام تُنتهَك حرماته، والقرآن تُعطَّل آياته، والمسلمين يكفَّرون بقوة السيف ومكر السياسية، دون أن يغضب لدينه وينهض لنصرته، حتى لا يصيبه ما أصاب المغاربة المساكين؟