فاستحسن المنصور ما قاله، وتابعه الحاضرون على ذلك. فحسده ابن العريف. وقال: هي للعباس بن الأحنف1، ومضى إلى البيت وزاد عليها أبياتا وألحقها في دفتر عتيق وجاء بها فحلف ابن صاعد فلم يصدق، وجزم بأنه سرقها. وهي:
عشوت إلى قصر عباسة ... وقد جدل النوم حراسها2
فألفيتها وهي في خدرها ... وقد صدع السكر أناسها
فقالت: أسار على هجعة ... فقلت: بلى، فرمت كاسها3
ومدت إلى وردة كفها ... يحاكي لك المسك أنفاسها4
كعذارء أبصرها مبصر ... فغطت بأنفاسها راسها5