الهند تلك الأرض البعيدة عن مهد الإسلام إلا إنها لم تكن بعيدة عن روحه وفلسفته، وعلى الرغم من عدم وجود " رواية صحيحة نستطيع ان نعتمد عليها، تفيد أن أحداً من الصحابة قد وصل الى الهند داعية للاسلام في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولكن توجد بعض الروايات التي تفيد وصول بعض الصحابة الى الهند في عهد سيدنا عمر (رضي الله عنه) " (?).
حتى رواة الأحاديث، قيل أنهم دخلوا السند، عندما انتصرت عليها عساكر إسلامية في عهد الحجاج سنة (711م) حينما أرسل حملة بقيادة محمد بن قاسم الى مصب السند واحتل المسلمون اقليم السند، واتصل هؤلاء الرواة بالهند، بشكل مباشر أو غير مباشر منهم نفران أو ثلاثة، وهم أبو حفص بن ربيع، وهو من تابعي التابعين ومن ثقات الرواة، ومنهم أبو معشر مولى أم موسى (?).
إلا أنَّ دخول الاسلام الى الهند بشكل مباشر كان على يد سلطان أفغانستان سبكتجين في أوآخر القرن العاشر للميلاد (986 م) حيث بدأ الأفغان والترك بشن الغزوات والغارات على الهند، حتى سيطروا عليها ونشروا الإسلام فيها (?).
والذي يهمنا هو دور العلماء الهنود في رفد الحضارة الإسلامية فقد وضعت الهند مؤلفات إسلامية عربية عن طريق علمائها الأجلاء الذين اسهموا في نشر الفكر الإسلامي وتطوره.
ومن أشهر علماء الهند حسن بن الحسن الصغاني (ـ650هـ) صاحب العباب وكتابه أسنى الأعمال وأثمنها براعة، وصاحب كنز العمال للبرهان بوري (ـ975 هـ) حيث قيل أنه أكثر من التصنيف فيقال عن كتبه الموضوعة أنها تزيد على المائة، ومن أكثر علماء الهند شهرة عبد الحق الدهلوي (ـ1052هـ) كان محدثاً بارعاً بارزاً في عصره وضع كتاباُ في الحديث هو: (لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح) (?)، فضلاً عن محمد صديق حسن خان القنّوجي الذي اشتهر بكثرة التأليف وها نحن بصدد درآسته.