وخذ المسطر (?) بأبا خسك، واجعل جُحْمتْيك الى أُثعباني، حتى لا أنبس نَبْسة إلا وعيتها في لَمْظة رِباطك، فعجب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو أغرب من السؤال (?).
قال أبو الفتح ابن جني في الخصائص حد اللغة: أصوات يُعبّر بها كلُّ قوم عن أغراضهم، وبنحوه في المزهر (?).
وبمثله قال أبو الوفا الهوريني: وهذا الحد للغة من حيث هي، وأما حدّ الفن: فهو علم يبحث فيه عن مفردات الألفاظ الموضوعة من حيث دلالتها على معانيها بالمطابقة.
وقد علم بذلك أن موضوع علم اللغة المفرد الحقيقي، ولذلك حده بعض أهل العلم بأنه: علم الأوضاع الشخصية للمفردات، وغايته الاحتراز عن الخطأ في حقائق الموضوعات اللغوية، والتمييز بينها وبين المجازات والمنقولات العرفية.
قال بعض أهل التحقيق: معرفة مفردات اللغة نصف العلم، لأن كل علم تتوقف إفادته واستفادته عليها، وحكمه أنه من فرض الكفايات.
وقال صاحب كشف الظنون: علم اللغة هو علم باحث عن مدلولات جواهر المفردات وهيئآتها الجزئية، التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلولات بالوضع الشخصي، وعما حصل من تركيب كل جوهر وهيئتة، من حيث الوضع والدلالة على المعاني الجزئية، وغايته الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية، والوقوف على ما يُفهِم من كلمات العرب، ومنفعتة الإحاطة بهذه المعلومات، وطلاقة العبارة وجزالتها، والتمكن من التفنن في الكلام، وإيضاح المعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة.
فإن قيل علم اللغة: عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف من المطالب التصورية وحقيقة كل علم مسائلة، وهي قضايا كلية والتصديقات بها وأياما كان فهي من المطالب التصديقية، فلا تكون اللغة علماً اجيب بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة، كما في سائر التعاريف من الحدود، والرسوم الحقيقية أو الأسمية بل المقصود من التعريف اللفظي: تعيين صورة من بين الصور الحاصلة لِيلتفت إليه ويعلم أنه موضوع له