بثقيل مثل لسان الأهاند، والنصارى ولا بخفيف ومهانٍ مثل لسان أهل البادية الجفاة، وفيه الشعر والنظم وكل شيء من العلوم والفنون " (?).
وسأقوم بمناقشة النص السابق ودراسته لمحمد صديق حسن خان، الذي يمثل رأيه في اللغة ففي النص السابق اتفق صاحب البُلغة مع ابن فارس في كون لغة العرب أفضل اللغات فهو أمرّ مسلم به لديه، الا أنه لم يتفق معه في عدم القدرة على نقل القرآن الى اللغات الأخرى لأن القرآن قد ترجم إلى لغات عديدة حتى الانجريزية كما يقول محمد صديق حسن خان (?).
لكنه يؤيد ابن فارس في قضية البلاغة وقدرة العربية على البيان فابن فارس يعلل عدم نقل القرآن الى اللغات الأخرى بالقول: " لأن غير العرب لم تتسَّع في المجاز اتساع العرب" (?) ومحمد صديق حسن خان يقول: " وإن لم تكن من استقصاء المعاني كلها ومراتب الفصاحة أو البلاغة جلها بمكان العربية " (?) فنقل القرآن تفسيراً ومعنىً ممكن، إلا إنه لا يصل إلى المستوى البلاغي والبياني الإعجازي للغة العربية؛ لكون العرب توسعوا في المجاز والبيان كما ذكر ابن فارس ووافقه محمد صديق حسن خان.
وعدَّ المؤلف لسان الهنادكة في كتبهم القديمة التي يقال لها سنسكرت أوسع من جميع الألسنة. فهذه اللغة تنتمي الى الفصيلة (الهندية الأوربية) وبالذات اللغات (الآرية) بفرعيها: الهندي والإيراني، وهي من اللغات التحليلية (المتصرفة) والرسم الهجائي فيها يعتمد على الأصوات بعكس العربية (?).
لكن علي عبد الواحد وافي يرآها لغة ميتة، في حين يرآها حسين علي محفوظ موجودة لكنها مقتصرة على البيوتات القديمة في الهند (?).
والسنسكريتية بقدمها أثرت في العربية وأمدتها بعدداً من الألفاظ كالشطرنج، والقرنفل، والفلفل، والمسك، والكافور وغيرها (?).