فيؤكلون. قال: وهو شيء له وجه كوجه الإنسان وإنما له يد ورجل في صدره، ويتكلّمون وهم في غياض هناك وباليمن جبل فيه شقّ يقال له شمخ، يدخل منها الرجل الضخم حتى ينفذ إلى الجانب الآخر ما خلا ولد الزنا فإنه يضيق عليه حتى لا يقدر أن ينفذ منه.
قال المدائنيّ: كان أبو العبّاس السفّاح أبو الخلفاء يعجبه منازعة الناس، فحضر ذات ليلة إبراهيم بن مخرمة الكنديّ وناس من بلحارث ابن كعب وكانوا أخواله، وخالد بن صفوان فخاضوا في الحديث وتذاكروا مضر واليمن فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين إن اليمن الذين هم العرب الذين دانت لهم الدنيا، لم يزالوا ملوكا وأربابا ووزراء الملك منهم: النّعمانات والمنذرات والقابوسات، ومنهم غاصب البحر، وحميّ الدّبر وغسيل الملائكة، ومنهم من اهتز لموته العرش، ومكلّم الذئب «1» ، ومنهم البذّاخ والفتّاح والرمّاح، ومن له مدينة الشعر وبابها، ومن له أقفال الوفاء ومفاتحها، ومنهم الخال الكريم صاحب البؤس والنعيم، وليس من شيء له خطر إلا إليهم ينسب، من فرس رائع، أو سيف قاطع، أو درع حصينة، أو حلّة مصونة، أو درّة مكنونة، وهم العرب العاربة وغيرهم متعرّبة. قال أبو العبّاس: ما أظنّ التميميّ يرضى بقولك، ثم قال: ما تقول أنت يا خالد؟ قال: إن أذنت لي في الكلام تكلّمت، قال: تكلّم ولا تهب أحدا. قال:
أخطأ المتقحّم بغير علم، ونطق بغير صواب، وكيف يكون ذلك لقوم ليست لهم ألسن فصيحة، ولا لغة صحيحة، ولا حجّة نزل بها كتاب، ولا جاءت بها سنّة،