بين الخزر والروم فهم يقاتلون هؤلاء وهؤلاء. ولهم قوة على الخزر ولا قوّة على الروم. يأكلون جميع الحيوان ويلحسون جراحاتهم ويقاتلون بالسيوف ولا صبر لهم على النشاب. يتزوج الرجل منهم بمائة امرأة وربما ذبح الواحد منهم امرأته وولده بحضرة أبي المرأة وأمها وإخوتها وأكلها هو وهم. ولهم جبل فيه ضرب من الحيات لا يبلّ سليمها. ولهم عقارب مفرطة العظم كثيرة في منازلهم ليست تنال ربما أكلوها. وعندهم خفاش يكون الواحد منهم مثل الحمامة الكبيرة وأعظم.
ومن مدنهم مدينة يقال لها سكوب «1» وأهلها يتكلمون بالسريانية ولهم شجاعة وإقدام ونساؤهم يقاتلن معهم قتالا شديدا. والزنى في نسائهم طبع مركب، تنظر الواحدة منهن إلى الرجل الذي تشتهيه فتقبض عليه ولا يملك شيئا من نفسه وتمضي به إلى جبل بالقرب من المدينة فيه غيران وكهوف فتجعله في بعض تلك الغيران ولا يسهل له الخروج. وتجيؤه بجميع ما يحتاج إليه. ولا يجوز لزوج- إن كان لها- أو أخ أو ولد منعها من ذلك. وكذا الرجل لا يمكنه الخلاص من يدها إن كانت [174 أ] امرأة أو ولدا وغير ذلك من الأهل. فمتى يأبى عليها قتلته. وكذلك [إن] منعها منه مانع، استنجدت من النساء اللواتي على مذهبها فقاتلن معها حتى يبلغن لها ما تريد لأنهن على مذهب واحد فبعضهن بعضا. فإذا ضجرت منه أو ملّته أو هويت سواه صرفته إلى منزله ثم لم يقدرها غيرها على أن يقتطعه لأنها تمنع من ذلك كان معها أو لم يكن.