ضعيفهم ولا يأمن الأخ أخاه ولا الوالد أبناءه. يأكلون جميع الحيوانات. الزنى فيهم ظاهر، يدخل الواحد منهم إلى منزل الآخر فيفترش حرمته وهو ينظر إليه لا يمتعض من ذلك ولا ينكره. وليست لهم شجاعة وفيهم جمال وأكثر رجالهم مؤنثون ويشربون الدم. وفي وسط مدينتهم بحيرة غزيرة الماء إذا مات الواحد منهم ألقي فيها.
ومن مدنهم أيضا مدينة يقال لها دي «1» ، لا يقول أهلها بالحرب بل يؤدون الاتاوة إلى كل من غلبت يده عليهم وينكحون كل ما لحقوه من امرأة أو غلام أو حيوان [172 أ] .
ومن مدنهم مدينة يقال لها سور «2» يقاتل أهلها أهل الشاش وأهل سمرقند، ولهم بأس شديد ونكاية عظيمة ولهم أوصاف يعرفون بها في الحرب ولا تكاد تخطئ. وفي رجالهم جمال وفي نسائهم قبح. وهم ينكرون الزنى ويقتلون من يفعله من الذكر والأنثى. ولهم نبيذ يتخذونه من عقاقير يعرفونها، يسكر الرطل الواحد بالبغدادي منه سكرا مفرطا.