وإن ظهرت عين في سبخة فطرح فيها الاسفيل «1» المشوي وأصل الكبد كان دواء للمجذومين. والعيون الكبريتية تنفع من الجرب.
وماء البحر إذا أخذ مع السنبل المدقوق و () «2» ودلك به اللسان قطع البخر وطيّب رائحة الفم.
وأنشد لأبي صالح الحذّاء من شعر طويل كتب به إلى ابنه- وكان غائبا- يذكر له طيب هواء همذان وحسنها ونزهتها 2/44 وعذوبة مائها ويشوّقه إليها:
فارحل إلينا رحلة تنجلي ... منّا غيابات لمحزون
فقد هدت سورة أيّامنا ... وانسلخت أيام تشرين
وجاءنا الشهر الذي صفّدت ... فيه عفاريت الشياطين
وطاب للسارين وجه السرى ... في طرق الريّ وقزوين
والدهر في تقويم ساعاته ... كدرهم أبيض موزون
هذا وبنت الكرم قد أكملت ... عدّتها في القار والطين
عذراء ياقوتتها أبرزت ... تخطب من خدر الدهاقين
قوم تراهم فترى أنّهم ... تجار عطر في الدكاكين
والطير قد حنّت إلى عشّها ... بكلّ ألوان التزايين
قد أقبلت واردة أرضنا ... يقدمها سرب الشفانين
من بعد أن أفحمها عجمة ... غنّت بلحن غير ملحون
[115 ب] 2/45
ترنّمت في الجوّ قمريّها ... تترى بترجيع الرواشين