رحلنا غرابيب زيّافة ... بدجلة في موجها الملتطم
سوانح أيقنّ أن لا قرار ... دون مباركة المعتصم
فلمّا دفعن لقاطولها ... ودهم قراقيرها تصطدم
سكنّ إلى خير مسكونة ... تقسمها راغب من أمم
مباركة شاد بنيانها ... بخير المواطن خير الأمم
كأنّ بها نشر كافوره ... لبرد ثراها وطيب النسم
كظهر الأديم إذا ما السحاب ... صاب متنها وانسجم
مبرأة من وحول الشتاء ... إذا بجره وانتظم (؟)
فما ان يزلّ بها راجل ... بغيث سماء ولا يرتطم
يمرّ على رسله آمنا ... نقيّ الشراك نقيّ القدم
بجرعاء لا صيفها ساطع ... بنقع ولا آخذ بالكظم
تخرّق في برّها بحرها ... فأجدف جوادنها بالسلم
فللضبّ والنون في بطنها ... جوار ومرتبع للنعم
إذا ما الربيع بأنوائه ... كساها زخارف ممّا نجم
وعمّم أعلامها زهره ... وجلّل قيعانها والأكم
غدوت على الوحش منظومة ... رواتع في نورها المنتظم
ورحت عليها وأسرابها ... شوارع في غدرها تزدحم
كأنّ شوادن غزلانها ... نجوم بأكنافها تبتسم
فلا أين عن وطن خصّه ... عقيد السماح وأسّ الكرم
وقال فيها أيضا [74 ب] :
كلّ البلاد لسرّمرّى شاهد ... أنّ المصيف بها كفصل سواها
فيحاء طاب مقيلها ومبيتها ... وغدوّها ورواحها وضحاها