ثم أردنا أن نعلم كيل هذا العدد من حب الحنطة بالكر المعدل، كيل مدينة السلام. فقلنا [67 أ] إن تقدير وزن القفيز الواحد من الحنطة وهو مائة وعشرون رطلا. ووزن الرطل مائة وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم وهو تسعون مثقالا. فعلمنا على أن وزن الدرهم الواحد من الحب الفحل الممتلئ ثلاث وستون حبة استظهارا. ووزن المثقال درهم وثلاثة أسباع درهم. فيكون وزنه من الحب تسعين حبة. والرطل تسعون مثقالا. فضربنا تسعين في تسعين فكان مبلغه ثماني ألف ومائة حبة. وهو وزن الرطل الواحد. ثم ضربنا ذلك في عدد الأرطال التي هي وزن القفيز وهو مائة وعشرون رطلا. فكان مبلغ ذلك تسعمائة ألف واثنين وسبعين ألفا وهو عدد مبلغ ما يكون في القفيز الواحد من الحنطة. فجبرنا ذلك وجعلناه ألف ألف حبة استظهارا وتقريبا. ثم ضربنا ذلك في عدد قفيزات الكرّ وهو ستون قفيزا. فكان مبلغ ذلك ستين ألف ألف حبة. وهو مبلغ كيل الكر الواحد. ثم ضربنا ذلك في ألف. فكان مبلغه ستين ألف ألف ألف. ومبلغ كيله ألف كر. ثم ضربنا ذلك أيضا في ألف فكان مبلغه ستين «1» ألف ألف ألف ألف ألف. ومبلغ كيله ألف ألف ألف كر. ثم ضربنا ذلك في ثلاثمائة. فكان مبلغ ما قدّمنا ذكره.
وهو مبلغ ما ارتفع به العدد من جملة حساب تضاعيف الشطرنج بالأمر المشهور عند أرباب الحساب. فبلغ ذلك بالكر المعدل ثلاثمائة ألف ألف ألف كرّ، دون الذي هو سبعة ألف ألف ألف كرّ وما زاد. ثم قيمنا الكر بأعدل بأعدل القيم ثلاثين دينارا. فكان مبلغ ذلك تسعة ألف ألف ألف ألف دينار «2» . فمن هاهنا قلنا إن الله عزّ وجلّ لو خلق هذا المقدار من الحنطة دفعة، وجعل الدنيا باقية بأهلها خمسين ألف سنة، ثم بيعت [67 ب] الحنطة بسعر الزمان الذي فرضناه في كل يوم بخمسمائة دينار بيعا دائما متتابعا على اتصال الأيام، والشهور والسنين. إن ذلك لم يكن يستغرق بيع جميع ما اجتمع من تضاعيف حبات الحنطة إلّا في خمسين ألف سنة.