المختار يزيد بن قيس بن يزيد بن الصعو الكلابي حين كتب إلى عمر شعرا، يسعى بعماله. يقول فيه:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة ... فأنت أمين الله في الحال والأمر
فأرسل إلى النعمان وابن معقّل ... وأرسل إلى حزّى وأرسل إلى نشر
فأرسل إليهم يصدقوك ويخبروا ... أحاديث مال الله ذي العدّ والدّثر
وقاسمهم نفسي فداؤك إنهم ... سيرضون إن قاسمتهم منك بالشّطر
[12 أ] فكانت هذه أول سعاية في الإسلام، وذلك باق فيهم إلى اليوم.
ومنهم أول عمال أقرّوا بالخيانة في الإسلام، لأن عمر قال لهم: إن شئتم فتشتكم وإن شئتم صالحتكم. فقالوا: تصالحنا. فقاسمهم أموالهم. منهم النعمان بن عدي بن نقلة قرشي عدويّ، وعبد الله بن معقل المزني وعبد الله بن جزي والسعد بن عمر والأحنف بن قيس وبشر بن المحيص المزني والحجاج بن عثمان الثقفي.
ومنهم أول شهود ردّ شهادتهم حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ثم أخذوا على شهادتهم الجعالة والرشى. والمنذر بن الزبير وأبو مريم السلولي وغيرهما شهدوا أن أبا سفيان أقرّ عندهم أنه فجر بأم زياد، وزعم أبو مريم أنه هو كان القوّاد الذي جاء بسمية إلى أبي سفيان. فردّ معاوية بشهادة هؤلاء حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (الولد للفراش وللعاهر الحجر) . فجعل الحجر للفراش وللعاهر الولد.
وهم أول من تابع إمام هدى ثم خالفوه ونكثوا بيعته وذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وهم أول من جرى عليه حكم الحرب في الإسلام حين قتلهم الله بأيدينا يوم الجمل.
فقال أمير المؤمنين رضي الله عنه: لا تتبعوا مولّيا ولا تجيزوا على جريح «1» .
وأخذ ما في بيوت أموالهم فقسمه بيننا، فأصاب كل رجل منا خمسمائة