قبلة، وهي حيال البيت والمقام والحجر وزمزم. فهي أبطأها خرابا.
وقال أبو بكر رحمه الله: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ينزل ناس من أمتي غائطا من الأرض يقال له البصرة أو البصيرة، لها نهر يقال له دجلة يعقد عليه جسر وهو من أمصار المهاجرين، ويكثر أهله.
وقال كعب الأحبار: وجدت في كتب الله المنزلة إن بالبصرة كنز الله أربعون ألفا يردّون الناس إلى المهدي بعد انهزامهم عنه.
قال وحج ابن عمر وحج في ذلك العام ناس كثير من أهل الكوفة واليمن، ولم يحج من أهل البصرة أحد. فقال ابن عمر: ما بال أهل البصرة؟ قالوا: أصابهم وباء. فقال: أهل البصرة خير من أهل الكوفة.
وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: ما رأيت أهل بلد أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة.
وقال أبو ظبيان: سمعت ابن عمر، وأتاه رجل فقال: أخبرني عن البصرة فإنه بلغني أنها أول الأرض خرابا. فإن كان كذلك حوّلت أهلي منها. قال: فإنها أبطأ الأرض خرابا.
ومدح عمر بن درّاك أهل البصرة فقال: هم أعظم الناس أخطارا وأكرمهم جوارا وأبعدهم في الأرض آثارا. أهل البصرة أعظم إمرة، وأوسع هجرة، وأعطى للبررة. وهم أعظم أعلاما، وأوفى زماما وأكثر أعلاما، وأجود كفّا، وأحسن عطفا، وأيمن لواء، وأصدق حياء، وأكرم إخاء. صبر تحت الرايات، وأكرم عند البيات.
أهل البصرة أكثر عدة، وأجود عدة، وأكرم سجية، وأقسم بالسوية، وأحسن سياسة للرعية. وأقرب من ورع، وأحضر للجمع، وأقل عند الطمع. أهل البصرة أسمع وأطوع وأرضى وأمنع. وهم أطيب ثمارا، وأكثر أشجارا، وأكرم أنهارا.
وأجزل عطية، وأكرم بقية، وأشد عصبية، وأكثر غنما، وأحسن سلما، وأطيب طعما، وأصدق ثبات، وأكرم هبات، وأقضى للحاجات. وأحسن أخلاقا، وأشد