روميّة، وأمر أن يدخل إليها سبي أنطاكية فلمّا دخلوها لم ينكروا من منازلهم شيئا، فانطلق كلّ رجل منهم إلى منزلة إلّا رجلا اسكافا، كان على بابه بأنطاكية شجرة فرصاد، فلم يرها على بابه بروميّة، فتحيّر ساعة، ثم اقتحم الدار فوجدها مثل داره، فلمّا رأى ملك الروم ما قد فتحه كسرى من مدائنه وادعه ووجّه كسرى رجلا من مرازبته إلى أرض الروم يقبض الأتاوة.

وقال عمرو بن بحر: ربّ بلد يستحيل فيه العطر، وتذهب رائحته كقصبة الأهواز «1» .

وقد كان هارون الرشيد همّ بالمقام بأنطاكية وكره أهلها ذلك، فقال شيخ منهم وصدقة: ليست من بلادك يا أمير المؤمنين، قال: وكيف؟ قال: لأن الطيب الفاخر يتغيّر فيها حتى لا ينتفع منه بكبير شيء، والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعة الهند.

وقالوا: سيحان بأذنة، وجيحان بالمصّيصة، والبردان ويسمّى الغضبان بطرسوس، وجيحون نهر بلخ.

وقال ابن شوذب: تغور المياه قبل يوم القيامة إلّا بئر زمزم ونهر الأردنّ وهو الذي قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ.

وكور الأردنّ: طبريّة، والسامرة، وبيسان، وفحل، وكورة جرش، وعكّا، وكورة قدس، وكورة صور. وخراج الأردنّ ثلاثمائة ألف وخمسون ألف دينار، من الطبريّة إلى اللّجّون عشرون ميلا، ثم إلى القلنسوة عشرون ميلا، ثم إلى الرملة مدينة فلسطين أربعة وعشرون ميلا وهي على الجادّة فحاجّ الشام والثغور ينزلونها «2» .

ومدينة اللجّون: فيها صخرة عظيمة مدوّرة خارج المدينة، وعلى الصخرة قبّة زعموا أنها مسجد إبراهيم (عليه السلام) يخرج من تحت الصخرة ماء كثير،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015