{ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نجازيا} قال دون تفكير طويل: {إِلاَّ الكفور} إذا كان قد سمع آخر الآية قبلها وهو قوله تعالى: {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبُّ غَفُورٌ} [الآية: 15] .
المثال الثاني: قول عمرو بن مَعْد يكَرب:
إِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ شيئاً فَدَعْهُ ... وجَاوِزْهُ إلَى مَا تَسْتَطِيعُ
فكلمة "تَسْتطيعُ" يأتي بها السّامع قبل أن ينطق بها المتكلّم، لأنّ أوّل الكلام موطِّئٌ وممهّد لها، وفيه ما يشير إليها كإشارة السَّهمِ إلى الجهة المقصودَة.
المثالث الثالث: قول زهير بن أبي سُلْمى:
سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ... ثَمَانِينَ حَوْلاً لاَ أَبَا لَكَ يَسْأَمِ
فكلمة "يسأم" يأتي بها السامع قبل أن ينطق بها المتكلّم، لأنّ أوّل الكلام موطّئٌ لها.
المثال الرابع: قول البحتري "الوليد بن عُبَيد":
أَبِْكِيكُمَا دَمْعاً وَلَوْ أَنِّي عَلَى ... قَدْرِ الْجَوَى أَبْكِي بَكَيْتُكُمَا دَمَا
الْجَوَى: شِدَّةُ الْوَجْدِ مِنْ عِشْقٍ أَوْ حزن.
فلو وقف المتكلّم عند "بَكيْتُكُمَا" لقال السامع "دَمَا".
المثال الخامس: قول البحتري أيضاً:
أَحَلَّتْ دَمِي مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ وحَرَّمَتْ ... بِلاَ سَبَبٍ يَوْمَ اللِّقَاءِ كَلاَمِي
فَلَيْسَ الَّذي حَلَّلْتِهِ بِمُحَلَّل ... وَلَيْسَ الَّذِي حَرَّمْتِهِ بِحَرَامِ
فلو وقف المتكلّم عند "حَلَّلْتِهِ" لقال السامع "بِمُحَلَّلٍ".
ولو وقف عند "حَرَّمْتِهِ" لقال السامع "بِحَرَامِ".
لأنّ السّوابق تدُلُّ على كلمة الختام.