* قول الله عزّ وجلّ في سورة (محمد/ 47 مصحف/ 95 نزول) :

{ ... حتى تَضَعَ الحرب أَوْزَارَهَا ... } [الآية: 4] .

وضع الأوزار: مجاز عن انتهاء أعمال الحرب.

الحرْبُ: حقيقة.

وإسنادُ وَضْعِ الأوزار إلى الحرب مجازٌ عَقْلي.

***

قرينة المجاز العقلي:

تأتي قرينة المجاز العقلي علَى وَجْهَيْن:

الوجه الأوّل: أن تكون لفظيّة، مثل: بنَى صَالحٌ بيته مستأجراً أمْهَرَ البنّائين، أيْ: لم يَبْنِه بيده، إنما اتّخذ الوسائل لبنائه.

الوجه الثاني: أنْ تكون غير لفظية، وهذه القرينة:

* إمّا أن تكون آتية من دليل العقل، مثل: محبتك جَاءَتْ بي إليك، فالمحبة ليست هي الفاعلة على وجه الحقيقة، لكنّها كانت الباعث النفسي، وهذا يُدْرَك بالعقل.

* وإما أن تكون آتية من دليل العادة، مثل: طَبَخَ صاحب الوليمة لضيوفه طعاماً شهيّاً لذيذاً، أي: أمر بطبخ الطعام هذا، واتّخذ الوسائل لإِعداده، وهذا يُدْرَك بحسب العادة.

* وإمّا أن تكون آتية من دليل الحال، مثل: كتب عبد السميع رسالةً مؤثرةً لولده المسافر، أي: أمر بأن تُكْتب له، إذا كان هذا الرجل أميّاً لا يَقْرأ ولا يَكْتُب، وكانت حاله معروفة.

قيمة المجاز العقلي في البلاغة والأدب:

كلُّ من يقرأ أو يسْمَع كلاماً بليغاً مؤثّراً إذا رجَعَ إلى تحليل عناصر التأثير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015