كقول عمرو بن معديكرب:
"تحيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ".
فقد استعار التحيَّة التي تكون عند الإِكرام للدلالة بها على الإِهانة التي من مظاهرها الضرب الوجيع، والغرض الهزء والسخرية والتهكم.
وظاهر أن الإِكرام والإِهانة أمران متعاندان لا يجتمعان.
وكقول عنترة:
وسَيْفِي كَانَ فِي الْهَيْجَا طَبِيباً ... يُدَاوِي رَأْسَ مَنْ يَشْكُو الصُّدَاعا
الهيجاء: الحرب.
استعار فعل "يُداوِي" لَيَدُلَّ به على قَطْعِ رأس المقاتل الذي يشكو الصُّدَاع، ومعلوم أنَّ المداواة بالدُّواء تنافي قَطْعَ الرأس، فهما أمران متعاندان لا يجتمعان.
أقول:
إنَّ هذا التقسيم وأمثاله ينبغي أن تكون مفاتيح للدراسات الأدبيَّة، لا قوالب جاهزة حتى يقاس عليها، فمن شأن القوالب أن تُمِيتَ قدرات الإِبداع والابتكار.
***