يفهم من الشطر الثاني ضمناً تشبيهٌ، وهو أن ممدوح الشّاعر كالسيف له صفتان، يسُرُّ الأبطال بإشراقه وبسماته، ويروعهم بسطوة سلطانه.

(4) قول أبي العتاهية (هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم كوفي مولداً ونشأة - الولادة والوفاة "130 - 211هـ" معظم شعره مواعظ وحكم) :

تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا ... إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْري على الْيَبَسِ

الشطر الثاني تضمَّنَ تَشبيها، ولم يأت على نسق التشبيه المعهود من ذكر المشبّه والمشبَّه به.

وإيضاح هذا التشبيه الضمني هو أنّ مَنْ لم يسْلُكْ مسَالِكَ النَّجَاةِ تكون حالهُ مثل حال السَّفينة البحريّة إذا وُضِعَتْ في البرّ على اليابسة، فإنَّها لا تجري.

(5) قول أبي تمّام:

اصْبِرْ عَلَى مَضَضِ الْحَسُو ... دِ فَإِنَّ صَبْرَكَ قَاتِلُهْ

النَّارُ تأَكُلُ بَعْضهَا ... إِنْ لَمْ تَجِدْ مَا تَأْكُلُهْ

البيت الثاني اشتمل على تشبيهٍ ضمني واضح الدلالة.

(6) وقول أبي تمّام أيضاً:

لَيْسَ الحِجَابُ بِمُقْصٍ عَنْكَ لي أَمَلاً ... إِنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِينَ تَحْتَجِبُ

الشطر الثاني اشتمل على تشبيه ضمنيّ واضح الدلالة.

(7) قول المتنبي من قصيدة يرثي فيها والدةَ سيف الدولة ويمدحُهُ فيها:

فَإِنْ تَفُقِ الأَنَامَ وَأَنْتَ مِنْهُمْ ... فَإِنّ الْمِسْكَ بَعْضُ دَمِ الْغَزَالِ

الشطر الثاني اشتمل على تشبيه ضِمْنِيّ واضح الدّلالة، وقد ساقه مساق حُجَّةٍ يُثْبتُ فيها ما ادّعاه لسيف الدولة، من تفوّق على أنَام زمانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015