* ومنه قول امرئ القيس:

كأنّ الْمُدَامَ وَصَوْبَ الْغَمَامِ ... وَرِيحَ الْخُزَامَى وَنَشْرَ الْقُطُرْ

يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أَنْيَابِهَا ... إِذَا طَرَّبَ الطَّائِرُ الْمُسْتَحِرُ

الْمُدَام: الخمر.

صَوْبُ الغمام: مطره النافع الذي لا يؤذي.

الْخُزَامَى: نبات ذو رائحة عَطِرة.

ونَشْرَ الْقُطُر: النَّشْرُ: الريح الطيبة. الْقُطُر: الْعُودُ الَّذِي يُتَبَخَّرُ به.

الْمُسْتَحِر: يقال: اسْتَحَرَ الطّائر إذا غرَّدَ في السَّحَر، فهو مُسْتَحِرٌ.

المشبّه: رِيقُ صاحبته التي يصف.

المشبّه به: الْمُدام - وصوبُ الغمام - وريح الخزامى - ونشر العود الذي يُتبخَّرُ به.

وهذا من التشبيه المقلوب الذي سيأتي بيانه.

***

خامساً - "التشبيه الملفوف والتشبيه المفروق":

ولاحظ البيانيون مَا ينتج عن احتمال ضمّ عدّة تشبيهات لكل مشبّهٍ فيها مشبَّه به، في كلام واحد أو متتابع، فظهر لهم قسمان:

القسم الأول: التشبيه الْمَلْفُوف.

القسم الثاني: التشبيه المفروق.

التشبيه الملفوف:

قد يتفَنَّن الأديب فيأتي بأكثر من مشبّه، ويأتي بَعْد ذلك لكلّ واحدٍ بمشبّه به.

وقد راق للبيانيين هذا الفنّ، فوضعوا له اسم "التشبيه الملفوف" ومثَّلُوا له بقول امرئ القيس يصف عُقاباً بكثرة اصطيادها الطيور:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015