(2) أن يكون التشبيه كُلُّه "مؤكّداً مفصّلاً" أي: لم تُذكَرْ فيه أداة التشبيه، لكن ذُكِر فيه وجه الشبه، مثل قولنا: "خالد أسَدٌ في الشجاعة والبأس".

الصورة الثالثة: وهي الصورة العليا في درجة الأبلغيّة على ما ذكروا، وهي التي يكون التشبيه كُلُّهُ فيها "مؤكّداً مُجْملاً" أي: لم تُذْكَرْ فيه أداة التشبيه، ولم يُذْكر فيه وجْهُ الشبه. مثل قولنا: "خالد أسد".

وتُسَمَّى هذه الصورة: "التَّشْبِيهَ البليغ".

أمثلة:

* من أمثلة الصورة الأولى التي يكون التشبيه فيها "مُرْسَلاً مُفَصّلاً" قول الشاعر:

الْعُمْرُ مِثْلُ الضَّيْفِ أَوْ ... كَالطَّيْفِ لَيْسَ لَهُ إقَامَة

الْعُمْرُ: مُشَبّه.

مثل: أداة التشبيه.

الضيف - الطيف: مشبَّه به.

ليْسَ له إقامة: وجه الشبه.

هذا تشبيه "مرسلٌ مفصّل".

* ومن أمثلة الصورة الثانية التي يكون التشبيه فيها "مؤكّداً مفصّلاً أو "مرسلاً مجملاً" قول ابن المعتزّ:

وَكَأَنَّ الشَّمْسَ الْمُنِيرَةَ دِينَا ... رٌ جَلَتْهُ حَدَائِدُ الضَّرَّابِ

جَلَتْه: أي: صقلته.

الضرَّاب: أي: الذي يَطْبَعُ النُّقود.

كأن: أداة التشبيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015