أمّا الأغراض غير الأخلاقيّة فقد تجافت الأمثال القرآنيّة عنها كالسخريّة في ابن الرومي إذ قال:
قَصُرَتْ أَخَادِعُه وَطَالَ قَذَالُهُ ... فَكَأَنّهُ مُتَرَبِّصٌ أنْ يُصْفَعَا
ومن شاء أنْ يتعلّم فن ضرب الأمثال، فليهتد بهدي خصائص الأمثال القرآنية.
ولدى تتبُّعي للأمثال القرآنيَّة اكتشفت من خصائصها الخصائص الست التالية:
الأولى: دقّة التصوير مع إبراز العناصر المهمّة من الصُّورة التمثيليّة.
الثانية: التصوير المتحرِّك الحيّ الناطق، ذو الأبعاد المكانيَّة والزمانيَّة، والذي تبرز فيه المشاعر النَّفسيّة والوجدانيّة، والحركات الفكرية، للعناصر الحيّة في الصورة.
الثالثة: صدقُ المماثلة بين الممثَّل به والممثّل له.
الرابعة: التنويع في عرض الأمثال، مرّة بالتشبيه، ومرّة بالعرض المفاجىء وبالتمثيل البسيط، وأخرى بالتمثيل المركّب الذي يطابق كل جزء منه جزءاً من الممثَّل له، وأخرى بالتمثيل المركّب الذي يُنْتَزَع منه وَجْهُ الشبه بنظرة كليّة عامّة.
الخامسة: البناء على المثل والحكم عليه كأنَّه عين الممثَّل له، على اعتبار أنَّ المثل قد كان وسيلة لإِحضار صورة الممثَّل له في ذهن المخاطب ونفسه، وإذْ حضرت صورة الممثّل به ولو تقديراً، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز المثل، ومتابعة الكلام عن الممثَّل له، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة.
السادسة: قد يحذف من المثل القرآني مقاطع اعتماداً على ذكاء أهل