فاحكم أساسه، وأكمل في بنيانه.
أمّا شرح الطرق الأربعة التي تستخدم للتعبير عن المعاني التي يريد المتكلّم التعبير عنها وهي الخارجة عن دائرة الأوضاع اللّغوية الَّتي يُعَبِّر بها عن المعاني بصورة مباشرة، فيقتضي عَقْدَ فصولٍ لها، تجمع مباحثها وأمثلتها.
وقد رأيتُ أن أعقد لها فصولاً ثلاثة وفق العناوين التالية:
الفصل الأول: الكناية والتعريض.
الفصل الثاني: التشبيه والتمثيل.
الفصل الثالث: الحقيقة، والمجاز بقسميه: الاستعارة، والمجاز المرسل.
واخترتُ أن أرتّبها وفق هذا الترتيب السابق لأنّ الكناية والتعريض طريقان ليس لهما بحوث واسعة وتفصيلات كثيرات، وأخَّرْتُ فصْل المجاز لأنّ قسماً منْهُ يعتمد على التشبيه، وهو قِسْمُ الاستعارة.
***
تعريف علم البيان: هو علم يبحث في كيفيّات تأدية المعنى الواحد بطُرُقٍ تختلف في وضوح دلالاتها، وتختلف في صُورِها وأشكالها وما تتصف به من إبداعٍ وَجمالٍ، أو قُبْحٍ وابْتذال.
ملاحظة:
اقتصر البيانيّون في تعريفهم لهذا العلم على عنصر إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة.
وقد رأيت أنّ هذا التعريف ناقص، لأنّ هذا العلم يهتَمُّ أيضاً بما في الطُّرُقِ